نفوق الأسماك في صيادة: صدور النتائج النهائية للتحاليل
كشفت النتائج النهائية لتحاليل المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار فرع المنستير، اليوم الجمعة، أن النقص الحاد في الأكسيجين كان وراء نفوق حوالي 20 كغ من الأسماك من نوع ''الوراطة'' على مستوى سواحل صيادة بالمنستير، وفق ما أفاد به رئيس فرع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بالمنستير الناصر الظريف.
وبيّن ذات المصدر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنّ أسباب النقص في الأكسيجين مرتبط بعدّة عوامل منها طبيعة المنطقة التي نفقت فيها الأسماك والتي تعتبر قليلة العمق وتنعدم فيها تقريبا التيارات الهوائية والمائية، مما أدى إلى عزلتها وعدم تجدد المياه فيها، وأسفر عن نقص حاد في الأكسيجين دعّمه ارتفاع درجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة.
ومن جهته، أوضح الباحث في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار فرع المنستير، سامي زعفران، لـ"وات"، أن ظاهرة المياه البيضاء أو المدّ الأبيض التي وقعت معاينتها في سواحل صيادة تظهر في الأماكن قليلة العمق والتي تعرف ركودا للمياه وامتدادات كبيرة من الأزوت والفوسفور التي تتأتى عادة عن طريق مياه الأمطار أو المياه الملوثة بما ينتج عنه تكاثر كبير للطحالب المجهرية والطحالب الكبيرة.
وتترسب هذه الطحالب في دورتها العادية وتتحوّل من مواد عضوية إلى مواد غير عضوية، وتكون عملية التحوّل عبر طريقتين منها عبر وجود الأكسيجين حيث تنتج البكتيريات المختزلة للكبريت التي ستحوّل المواد العضوية إلى مواد غير عضوية لا هوائية وتنتج غازات كمركبات النتريت والنيترات والميتان وكبريت الهيدروجين "هاش 2 اس " الذي هو غاز سام للأسماك وللكائنات البحرية بصفة عامة وتعطي هذه البكتيريا المستهلكة للأكسيجين صبغة بيضاء لمياه البحر.
ومن بين أسباب النفوق أيضا، انقراض أعشاب البوزودونيا التي تعطي الأكسيجين خلال الليل من جنوب خليج المنستير، بسبب غاز كبريت الهيدروجين، حيث تم تسجيل تصحر الأماكن قليلة العمق والأماكن الساحلية بالجهة، ويتوقع أن يشهد هذا التصحر امتدادا، حسب ذات المصدر.
وتسجل ظاهرة المد الأبيض سنويا في عدّة أماكن من خليج ولاية المنستير باعتبارها ظاهرة دورية، ولحلّها لابّد من معالجة المياه المستعملة معالجة كبيرة وعدم إلقائها في الأماكن قليلة العمق في البحر، مع ضرورة اتخاذ احتياطات أخرى على غرار جهر هذه الأماكن.
(وات)